Confieso que he vivido. Memorias (1974)-
Pablo Neruda
Traducción: Mostafa Ammadi y Mohammed Serghini
El bosque chileno
أسفل البراكين، في مصاقبة القمم الثلجية العاصفة، بين البحيرات الكبيرة، هناك غابة الشيلي الدغلية الصامتة العطرة… حيث تسيخ الأرجل في كومة الأوراق الميّتة، سمعت خشخشة غصن مهصور، أشجار "الراولي" الضخمة المزدهية بقاماتها الشعثاء، عصفور من الغابة المنعشة يمر، يرفرف، يرسو بين الغصون الظليلة. ثم يزقزق من وكره مثل مزمار... يسري عطر نبتة الغار البري عبر أنفي حتى مسارب روحي، عطر شجر "البولدو" ... سرو المخافر يعترض طريقي... عالم عمودي: سرب من العصافير، كومة من الأوراق... أتعثر بحجر، أخدش الرقبة المكشوفة، عنكبوت ضخم في حجم سرطان بشعر أحمر يحدق في بعينين ثابتتين بدون حراك... عقرب ملون يرسل نحوي فحيحه المتحفز، بينما يخفي مثل البرق قوسه القزحي المشع... كنت حين أمر أصادف غابة من السرخس أكثر طولا من قامتي: ستون دمعة تنهمر من عيونها الباردة الخضراء على وجهي المشرئب، وخلفي ترتجف مراوحها لمدة طويلة..... جذع متآكل: ياله من كنز! فطر أسود وأزرق بمثابة آذان، نباتات طفيلية حمراء أسبغت عليه أحجارا كريمة، نباتات أخرى كسولة جعلت لحاه تتبرعم بسرعة، أفعوان ينبثق من أحشائه المتآكلة كانبثاق الفجر كما لو أن الروح تخلت عن جذعها الميت... وبعيدا، فهناك كل شجرة قد انفصلت عن شبيهاتها.... تميس فوق بساط الغابة السرية، وكل كومة من الأوراق أكانت خطية أم مجعدة أم مورقة أم مسننة، فإن لها أسلوبا مغايرا كما لو أنها فصلت بمقص ذي حركات لانهائية... غدير، أسفل الماء الشفاف يسري فوق الغرانيت واليشب.... تطير فراشة خالصة كليمون، متراقصة بين الماء والضوء... وقريبا مني تحييني الرياحين بتيجانها الصغيرة الصفراء... وفي العلو تتماوج في الغابة السحرية أزهار" الكوبيهوي الحمراء "كما لو أنها خصلات شرايين ... الكوبيهوي الحمراء زهرة الدم، الكوبيهوي الأبيض زهرة الثلج... وأثناء ارتعاش الأوراق اخترقت السكون سرعة ثعلب، السكون هو قانون كومة الأوراق هذه... فقلما يسمع صراخ بعيد لحيوان غامض... توغل عميق لطائر مختبيء... العالم النباتي يكاد يهمس كما لو أن عاصفة عزفت كل الموسيقى الأرضية.
من لا يعرف الغابة الشيلية لا يعرف هذا الكون.
من تلك الأراضي، من ذلك الطين، من ذلك السكون شرعت أمشي، أغني عبر العالم
من لا يعرف الغابة الشيلية لا يعرف هذا الكون.
من تلك الأراضي، من ذلك الطين، من ذلك السكون شرعت أمشي، أغني عبر العالم
No hay comentarios:
Publicar un comentario